التنمُّر .. ورمٌ الكتروني
- Word Power
- Feb 11, 2021
- 2 min read
رهف الجديعي
تعددت أساليب الأذى النفسي بين الناس بتعدد أساليب الحياة والتطوّر التكنلوجي الذي يشهده حاضرنا في كل المجالات، حتى باتت الفلسفة الكلامية الآن اسلوبًا وأداةً تُستخدم للأذى اللفظي وذلك بإدراجها تحت عنوان الصراحة وعدم المُجاملة، ومهما تقدّمت السنوات وثقّفت القنوات ورحلت الأجيال تلوى الأجيال يبقى "التنمّر" حيًا مُعمّرًا لا يموت.. ولن يموت الا ببتره من الجسد .
ورغم التعليم الذي يحضى به أبناءنا وآباءُنا الا أن الجهل باقيًا ولا يرتبط كما عرفنا بعدم القراءة والكتابة، بل أحيانًا يُعدّ هذا نعمةً أمام "التنمّر الالكتروني" الذي تفنّن فيه الجاهلون والمتعلمون بل وحتى المثقّفون، فهو يجري مجرىٰ الدم في العروق بجسد كل بني آدم "خامد كخمود البراكين" يثور عند أي مؤشّر خطر فهو وجهٌ آخر للعُنصرية، ففي أوروبا تسود العرقية بين مجتمعاتها وفي أمريكا مشاكل لون البشرة عائشًا بينهم وفي أفريقيا تتفاوت قيمة الانسان بحسب هويته .. أما اسيا كلها من شرقها لغربها تتشابه فيها العادات وعلى اساسه تشابهت فيها المشكلات فـ "حرب القبائل" اكتسحتها لسنوات راح على اثرها جيلًا قتله رفض المجتمع .
حتى جاء التنوير الديني في جميع الأديان السماوية وانتشرت حول دول العالم، ورغم اندثار هذه العادة السيئة ورفض المجتمعات لها في حقبة من الأزمان الا أن "ورم التنمّر" بُعثَ من جديد بين الناس وبلباسٍ مُختلف عن المُعتاد، أصبح الآن "الكترونيًا" يستطيع الناس من خلاله اطلاق سِهامهم على كل مُختلفٍ جديد ومُتغيرٍ لم تعتده الناس أو ربما لم تقبله لمجرّد أن الأمر لا يتماشى مع اختيارها فقط حتى لو كان صحيحًا ومقبولًا عند البعض.
شديدةٌ جدًا تلك الكلمة التي ينطق بها المُتنمّر ولا يُلقي لها بالًا تهوى به سبعين خريفًا كما قال نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم، فحصائد الألسُن يُكَبُّ النّاسُ بسببها على وجوههم في النارِ يوم القيامة وهذا ما يفتقده أغلب الناس من الوعي النفسي والرقابة الذاتية خشية الخالق فيما يقوله للمخلوق قبل فوات الآوان.
التنمّر وجهًا ثانيًا للعُنصرية
قد يكون المثقّف جاهلًا والجاهلُ مثقفًا "بالوعي الديني"
قد يكون المثقّف جاهلًا والجاهلُ مثقفًا "بالوعي الديني" قد يكون المثقّف جاهلًا والجاهلُ مثقفًا "بالوعي الديني"
Comments